عن إنسان

جسد بلا حراك و روح هائمة تعانق السّحاب .. واقع مرير يثني عزيمته و أمل يضيء دربا حالكا مجهول القرار .. حروب تحيطه و سلام يبيده أو بالأحرى وهم سلام .. الاه تخلّى عن فلان .. حزن مجهول قتّله .. لماذا وجدت الأحزان ؟؟

لم يكن يعرف أحدا و لكنّه اهتم بالجميع الى أن نسي وجده .. عقله لا ينام وفكره في استسلام يتّسع .. فكره بحر و أحلامه أنهار ..

أحسّ بالوحدة فراح يبحث عن أطياف السراب .. والأطياف تهمس وتخاف الاقتراب .

أهل يحيطه وهو بألمه لألم الغير يتعذّب .. وجوديّة مضنية و رتابة مهذية سكنته . لم يجد مقرّا و لا مفرّا . لا راحة و لا اطمئنان .. لم يجد أحدا يلامس الوجدان ويسقي عطشا أضنى روحه التي لا تنام .

أنامله بصمات .. صار كدبيب النمل يخطو في هدوء يمسح هموم غيره . يضعها في حقيبته البالية التي امتلأت أحزانا ..

دار بقاع الأرض .. حقائب الأحزان معه و ابتسامة يرسمها رغم الألم . وصار وحيدا ثانية تاركا وراءه قوما يتحاربون من أجل فتات . دنيا مشاكل . نظر الى السماء وقال له , لم جعلت الحياة امتحان ؟ لم جعلت هذا القلب وهاذي الرّوح في حرمان؟ لم يموت الأطفال جوعا ؟ لم الحروب؟ لم القتل ؟ لم الحياة ؟ لم امتلأت حقائب الحزن و لم أجد من يحملها معي ؟ لا مؤنس في الطريق؟ ولا صديق ؟ لماذا الكره والظلم ؟

لم يجبه الكون .. لم يجبه الكون